د. مفيد شهاب يحذر : عدم احترام الشرعية الدولية.. كان وراء اندلاع الحرب العالمية الثانية
حث الدكتور مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي رئيس جامعة القاهرة ووزير التعليم العالي ووزير المجالس النيابية والشئون القانونية الأسبق، على ضرورة عدم فقد الثقة في القانون الدولي في ظل انتهاك إسرائيل وعدم احترامها للقوانين والشرعية الدولية، داعيًا إلى التمسك بالقانون الدولي وجعله سلاحنا في وجه القوى الظالمة.
وقال مفيد شهاب -في كلمته خلال توزيع جوائز مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة- حيث ترأس لجنة تحكيم جائزة القانون الدولي، مساء اليوم الخميس إن القانون الدولي والشرعية الدولية وتنظيم العلاقات الدولية ومباديء حفظ السلم والأمن الدوليين وميثاق الأمم المتحدة، كلها قوانين موجودة وقائمة، إلا أنها تتطلب تضافر الجهود والضغط لتنفيذها والعمل بها ولاسيما في ظل الصراعات السياسية والمصالح التي تغلبت على الاعتبارات القانونية.
وحذر من أن تلك المصالح السياسية وعدم احترام الشرعية الدولية هي التي أدت من قبل إلى انهيار عصبة الأمم التي أنشئت بالأساس لمنع الحرب، إلا أنها عجزت عن حل المشكلات الدولية وفرض هيبتها على الدول، واندلعت آنذاك الحرب العالمية الثانية.
وانتقد مفيد شهاب عرقلة الجانب الإسرائيلي لدخول المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، البريطاني كريم خان، إلى قطاع غزة عبر معبر رفح كي لا يوثق المعاملات اللا إنسانية والوحشية والإجرامية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين والتي تتنافى تمامًا مع مبادئ القانون الدولي.
وروى الدكتور مفيد شهاب أن أحد تلاميذه قد سأله عما إذا مازال يؤمن بالقانون الدولي في ظل ضرب إسرائيل القوانين الدولية والإنسانية والشرعية بعرض الحائط على مرأى ومسمع العالم وبمساندة أكبر دولة بالعالم، وقد أجاب بأنه أصبح اليوم أشد إيمانًا بأهمية دور القانون الدولي وتفعيله.
وسلط أستاذ القانون الدولي الضوء على تناقض المجتمع الدولي وغياب دور المؤسسات الدولية، مثل المحكمة الدولية، وكذلك مجلس الامن الذي يستخدم حق “الفيتو” ضد الحق وضد المطالبة بوقف إطلاق النار، موضحًا أنه في علم القانون الدولي عندما تندلع حرب ينعقد سريعًا مجلس الأمن وقبل أي شيء يصدر قرارا بوقف إطلاق نار ثم يبدأ في بحث الأمر.
وشدد على أن هناك عوامل ضغط تجعل المجتمع الدولي يستعيد هيبته ووضعه، بفضل ضغوط الرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي، مشيرا إلى المظاهرات غير المسبوقة التي خرجت في مختلف دول العالم الأوروبية وفي الولايات المتحدة الأمريكية، ومن اليهود أنفسهم لرفض انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي والجرائم والمطالبة بوقف الحرب والهجوم الوحشي ضد المدنيين الأبرياء بقطاع غزة.
وأشار إلى أن تلك التظاهرات في دول العالم الغربي وغيرها من التحركات الشعبية تمثل عوامل ضغط على الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والرأي العام وستجعل بلاشك من يستند إلى قوته العسكرية والاقتصادية ولا يعطي اعتبارا للقانون الدولي يعدل عن ذلك بالنهاية.
وأكد مفيد شهاب ضرورة الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لتعدل عن موقفها غير الموضوعي والمنحاز لدولة الاحتلال، مذكرًا بأن الولايات المتحدة هي دولة عظمى مسئولة عن الحريات في العالم وتتحدث باستمرار عن حقوق الإنسان، قائلا “إننا اليوم أمام صراع بين الحق والظلم ولكن في النهاية سينتصر الحق وستنتصر الشرعية”.